ربما لم يتوقع رمضان صبحي، عندما انضم لناشئين الأهلي للمرة الأولى، أنه سيحظى بمثل هذه المكانة التي يحتلها الآن، قبل أن يبلغ عمره الـ20 عامًا، ذلك الشاب الذي فرض نفسه كموهبة صاعدة ينتظرها مُستقبل مشرق، سواء في مصر أو في الاحتراف في الأندية الكبرى بأوروبا.
ولأننا في مصر، “خبرة” في التجارب الفاشلة، فلعلنا يمكننا التخمين أو توجيه بعض النصائح حتى تنجح مسيرة رمضان صبحي، في حال خروجه للاحتراف في أحد الدوريات الأوربية، خاصة في ظل اهتمام عدد كبير من الأندية لضمه بداية من الموسم المُقبل، وعلى رأسهم ميلان الإيطالي، بالإضافة إلى نادي روما الذي يلعب له الدولي المصري محمد صلاح، والأرسنال الإنجليزي، المنضم له محمد النني.
ومن تجارب المصريين في الخارج يمكننا حصد تخمين كيف سيسير رمضان صبحي، إذا اراد النجاح في الاحتراف..
تابع أيضاً اخبار رمضان صبحي
فيديوهات رمضان صبحي
– تعتيم إعلامي:
من واقع تجاربنا مع التعامل مع المحترفيين المصريين في أوروبا، فبنسبة 90%، كان التعتيم الإعلامي عن عدد من اللاعبين، أحد أبرز أسباب نجاحهم وتفوقهم، ولعل تجربة محمد النني، خير مثال على هذا، ذلك النجم الذي انتقل للعب مع بازل السويسري، مع محمد صلاح، إلا أن غياب الإعلام المصري عن متابعة النني، كان الدافع الوحيد له لإثبات جدارته.
قال النني في أحد تصريحاته: “أنا لسه لاعيب صغير محتاج الإعلام يساندني، في أوقات بتحتاج الناس تقف جنبك وتساندك وتقولك أنك كويس حتى لو مكنتش كويس أوي، الإعلام في مصر مكنش معايا”.
ولذلك قد توارى النني في ظل محمد صلاح، الذي كان يسجل الأهداف ويصنعها، يراوغ ويركض بسرعة فائقة، يتألق أمام الكبار ويهز شباكهم بسهولة، الصحف في مصر لا تتحدث إلا عن صلاح، يظهر النني على استحياء بين حين وآخر.
أما في سويسرا فكان الأمر مختلفًا، يحظى لاعب الوسط المدافع بإشادة كبيرة، يتحدثون عن قدرته على الركض طوال الـ90 دقيقة دون توقف، عن دوره في إفساد هجمات المنافسين، ودقة تمريراته وانضباطه التكتيكي.
ولذا إذا أردنا نجاح رمضان صبحي، أو أي لاعب مصري في الاحتراف، فلنبعد الأضواء عنه، حتى لا يكون مصيره كالبلدورز عمرو زكي، الذي ظل الإعلام يحسب دقائق لعبه وأهدافه مع ويجان الإنجليزي، حتى وصلوا إلى 10 أهداف، في أقل من 6 شهور، ليعود بعدها نجم الزمالك، ليلتهي في سهراته وزيجاته التي وصلت 3 حتى الآن.
– إدعاء فشله:
كذلك علينا الحديث كثيرًا عن فشل تجربته الاحترافيه، وأنه لن يستطع الانضمام للأندية الكبرى، أو حتى يستحق اللعب اساسيًا مع الأهلي والزمالك، تمامًا مثلما حدث مع الثنائي محمد صلاح ومحمد النني، الذي ظل أحمد حسام ميدو، وغيره كثيرون، يؤكدون عدم تمتعهم بـ”كاريزما”، أو أنه لا يصلح للاعب خارج حدود بازل السويسري.
– القيمة المالية:
المغالة المادية للأندية المصرية، للموافقة على رحيل نجومها، غالبا ما تكون سببًا قويًا في فشل صفقة الانتقال، واحيانا يستخدم القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك، أموالهم لإغراء النجوم بعد الرحيل خارج مصر، ليبقوا أسرى داخل الملاعب المصرية، مُقيضين بالأموال الطائلة التي تُسهل لهم كل شيء وتمحي من خيالهم حلم الخروج والاحتراف.
– إهمال الجماهير:
قد يبدو الأمر غريبًا ولكن في بعض الأحيان يكون الإهمال الجماهيري لمتابعة النجوم، أمرًا يدعوا للتألق بعيدًا عن الضغط الجماهيري، والحشد والانتظار للمسات والأهداف، والمشاركة الأساسية، ولعل أحمد المحمدي، المحترف ضمن صفوف هال سيتي الإنجليزي، خير مثال على هذا، فالجماهير المصرية، ترى أنه لاعب سيء للغاية ولا يقدم جديد مع المنتخب الوطني، على الرغم من أنه أصبح واحد من أهم اللاعبين الذين تتهاتف عليهم جماهير السيتي، وقدم أفضل أداء له مع الفريق الإنجليزي، قبل أن يهبط لدوري الدرجة الأولى.